قالوا في المثل الشعبي المغربي وحين أقول المغربي أتكلم عن وطني العزيز وطني دفئ والحرية والكلمة الحرة الأبية، كانوا يقولون مزحت وتسلية امثلا شعبية للفكاهة، ولتسير نمط حياتنا في متعة وراحة. لكن اليوم يقولون بكل صراحة (دوز على واد الهرهور ولا دوز على سكوتي)، قالوا لإشارة تفسير، ولإبهام توضيح، والصمت أحيانا كثيرة يكون حكمت لكن حين يتلكم الصمت دون إعلان، حين يتكلم الصمت دون استئذان، حين ينطق ما يثقب طبلة الأذن ويصب العين بعمى، كيف لنا أن نتابع استماع؟؟؟ وكيف يمكننا أن نواصل الركب والمسير؟؟؟، وكيف للعقل مكانه أن لا يطير؟؟؟، هدا حال بعض شبابنا المغربي الكريم في سنواته الأخيرة عزفوا على الطبول، قرعوا بقنابل وفتح بكل تهور جوف القبور، مفرقعات ليست يدوية مفرحة لصبيان ومسلية بل بشرية مدمرة لكل الإنسانية، مفرقات دوت، دون إعلان كسرت الصمت وخلفت الأحزان، في حلكت الظلام نسج من الخرافات معتقدات ومن السراب سفينة لدخول للجنة الموعودة، شبابنا كسر الدهر قوامه ونخرت البطالة خريطة أحلامه، وقبع في الزواية والأركان، بحثا عن لقمة العيش وما يواسي دراسة السنين والأعوام، شبابنا أنهكه المسير من إدارة إلى مصلحة دون بديل، شبابنا يحلم بالقمة الصغيرة والأسرة الممتدة الكبيرة، يحلم بستر كما نقول بلهجتنا العمية، شبابنا له حلم بسيط، لا يحلم بقصور في الجنة، ولا يكون خليفة الله في دنيا، لكن عدونا اللدود وجد المنفذ دون محنت، وجد أغصان جفت قوامها قبل الأوان، وجد أذهان عششت عليها خيوط العنكبوت بأحكام، وجدت جسد يستطعم سكرات الموت في نهاية الاستسلام، لم تقوم بالجهد الكبير بل كان كل شيء على ما يرام إشارة واحدة تفي بغرض، والشاب البارح الطموح بعد أن غادرت كل الأحلام وطنه، سهل أن يحتضن الدمار في افتخار، وانساقوا انسياق الأغنام في ثغاء يوم جميل وتحولوا لمفرقعات في يوم كئيب حزين وتطايرت أجسادهم، أشلاء هنا وهناك، كثبت صمت رهيب، لا يفهم ولو بأمهر تحليل، احتضن الألم وبصعوبة ونسينا أو إن صح التعبير تناسينا، وحاولن تضميدا الجراح ومواصلة الركب، وقلنا ان شبابنا استفادوا وفهم الدرس واستوعب المعنى، ومضت ليست سينين بل هي بل أربع سنوات، لتعاد الكرة مرة والجرعة اشد مرارة، وهده المرة من قلب الشباب تنطلق البطولة لتحتضن الأذى في عزة ومروءة، وتحمي بقية الأمة من خطر اكثر بكثير من الضربة الأولى، جميل أن من حمى الديار كان شاب لكن له ما يبعده عن تنويم المغنطيسي له عمل يشعله، يبعده عن أعداء الإسلام ومكائده والثغر الدين ينفذون منها، شبابنا غصون عشت أي ريح ترقصها يميلا وشملا، أرضيتها وترابها إيمان صادق، يشدها إلى الأرض والأصالة، لكن المجتمع هو داك الري النقي الذي يثبت الجذور ويعطي احسن الثمار وأجود البدور، مجتمعنا لابد أن يعتني بهده الغصون لكي تنوا في شكلها الطبيعي برعاية باجاد لها أماكن تتربع فيها وتعطي خضرتها وبريقها، هدا المجتمع لابد أن يبقى مستيقظ فأحيائنا امتلأت مواد متفجرة أين كانوا، هل خلفت هده المواد من عدم أم دخلت وهي تلبس قبعة الاختفاء، ليست جرام يستر تحت اللحاف او جرام يحمل في كيس صغير بل كمية كبيرة أين كان المسؤولين لولا بطلنا الجليل لأهتز الكل في لمح البصر وكان الأمر اخطر واخطر فتحية نضالية لبطلنا الجليل، رجاء كبير لمجتمعنا وسلطاتنا أن تبقى على حذر دائم، حتى لا نجلس الحسرة ونقول لو كان .... كان الأمر سيكون اهون....
بقلم كلثوم نعمي