تى لا ننسى ....... في مثل هذا اليوم أجل أيها القارئ الكريم في مثل هذا اليوم عرفنا معنى طعنت الغدر، في مثل هذا اليوم امتزج الدم بالتراب ولحم البشر بالحجر، في مثل هذا اليوم كان أبي وأخاك وجارك وجاري يتناولون وجبة العشاء في هدوء تام عازفين عن كل ما يخدش، كان الطبيب والقاضي، والرجل الطيب والعادي، وأختك وأختي، وكافة شرائح وطني العزيز في دائرة سمر، وفي دائرة عمل، وفي دائرة تواصل تحت ضوء الشموع، وكان الناس بعضه سهارت والآخرين نيام، ودو صوت طرد سكون وعوضه بالصراخ والآنيين دو صوت وكأنه انفجار بركان ذو صوت وأعدم الكلام وحول الفرحة إلى دمعة في لمح البصر والناس بعضهم سهار والآخرين نيام. قنابل بشرية، قنابل تورية مليئة بخرافات مزروعة في رأسها بإتقان، قنابل بشرية حولت إلى دوما تحركها أيادي خفية، تدمر دويها بكل إتقان بكل جرأت وتباهي، أن ما فعلناه هو شهادة في سبيل الإسلام، في مثل هذا اليوم اهتزت أركان مدينتي وتلاشت الأجساد والأشلاء في كل الأركان، في مثل هذا اليوم فر السلام من النافذة ليحل محله الخوف من باب بلادي والخوف من الآتي، كنا نسمع عن الإرهاب ووطنا يلفنا بسلام، كنا نتتبع مسار أحداث العالم ونقف موقف المتأثر والمتأسف عن الأوضاع وهانحن من صميم أحيائنا انبثقت شرارة حرقت الأم وأذاقتها لوعت الفراق، وجمدت الدمعة على خدي الطفل وجعلته يتذوق طعم يتيم والمرارة وكم طفل حرمته كلمة أبي ولم يتذوقها لسانه أو تعزفها شفتاه، حرمت شبابنا جسد متعاف وأكسبتهم الإعاقة المستديمة، حرمتنا الراحة والاطمئنان والنوم في هدوء وسلام فدوما ترقب ودوما خوف وكلما دو صوت في الأفق تبادرت إلى أذهاننا مأساة يوم الأسود، وما خلفه من جروح وآفات وحتى لا ننسى نقف اليوم وقفتا واحدة ونقول لا للإرهاب لا تقيش بلادي.
يا غذي يا مخدر عقول ولادي فين باقي غادي
ما تقيش بلادي في حضنها ترعرعوا ولادي ما تفيش بلادي مـــــا تقيش
منها تخرج العامل الصغير وطبيب و الوزير
فيها الخير الكثير منها عيش غني ولفقير
صيتها في كل لبلدان منار السلام
هي همتنا وشان نتصدى لكل من عدنا
هي أمسنا ويومنا وغدا، نحميها بدمائنا
يا زير بلادي يا مغير منهج ومبدأ ولادي فين باقي غادي
يا مخدر لعقول وسلب الإرادة باسم الموت في سبيل الشهادة
يا غذي.. يا علم يا فلاح، ويا قاضي
يا طفل ويا شاب ويا رجل العادي واش سمعتني ندائي
ما تقيش بلادي، ما تقيش بلادي